المجاهد بلالطة عمار

نشأته: ولد المجاهد بلالطة عمار ابن السعيد ومروش نجمة بقرية أولاد مخلوف ببرج الغدير ولاية برج بوعريريج بتاريخ 26 أفريل 1933 وسط عائلة فقيرة ومحافظة تتكون من ستة أفراد (أربعة أبناء وبنتين). درس في الكتاتيب وتعلم القرآن الكريم علي يد الشيخ بلكعلول سي بن عزوز - رحمه الله - ثم دخل المدرسة الابتدائية الفرنسية ونظرا للظروف الصعبة التي كان يعيشها الشعب الجزائري أنداك، بسبب المستعمر الغاشم، لم يسعفه الحظ، كباقي أبناء جيله، في مزاولة دراسته فاضطر حينها إلى التوجه للحياة العملية رغم صغر سنه.

نشاطه السياسي ونضاله اثناء ثورة التحرير المظفرة:

انخرط المجاهد بلالطة عمار في صفوف جبهة التحرير الوطني - المنظمة المدنية لفدرالية فرنسا - (OC/FLN) خلال شهر ماي من سنة 1956، بعد هجرته الى فرنسا بحثا عن العمل، حيث استهل مشواره السياسي كمسؤول خلية في مدينة كلوز (Cluses) الفرنسية وكلف حينها من قبل قيادات الثورة الناشطة آنذاك، رفقة عدد من رفاقه، بالعمل على دعم الثورة من خلال حث المواطنين وجمع التبرعات والاشتراكات لشراء وجمع الأسلحة والمؤن للمجاهدين وكذا التركيز على النشاط السياسي السري وتكثيف العمل التحسيسي والتوعوي كوسيلة لتجنيد عناصر جديدة في صفوف الجبهة. 

في سنة 1957 عين كمسؤول فوج إلى غاية 1958، بعدها تمت ترقيته إلى منصب مسؤول قسمة بمدينة ليون (Lyon).

ألقي عليه القبض في 10 مارس 1958 بمدينة مودان الفرنسية (Modane) بموجب الأمر الصادر عن قاضي التحقيق العسكري بتهمة المساس بأمن الدولة الخارجي وحول، بعد التحقيق، إلى سجن مرسيليا (La prison des Baumettes) حيث مكث هناك من تاريخ 14 مارس 1958 إلى غاية 23 مارس 1958. بعدها، تم نقله إلى سجن مدينة سكيكدة وبقي هناك ثلاثة أيام من 24 مارس 1958 إلى 27 مارس 1958 تاريخ تحويله إلى السجن العسكري "الكدية" بقسنطينة الذي ذاق فيه أشد انواع العذاب ليحول في نهاية المطاف الى معتقل الجرف بالمسيلة بتاريخ 13 ماي 1958 إلى غاية 15 نوفمبر 1958.

سنة 1959، وبعد إطلاق سراحه من طرف قوات الاحتلال، تم تعيينه من قبل مسؤولي جبهة التحرير الوطني كعضو سري (رقم 3) في فرع الاستخبارات والاتصالات العامة بالولاية الأولى - المنطقة الأولى - الناحية الثالثة - القسمة الرابعة حتى نهاية مارس 1961 وذلك تحت إشراف الشهيد البطل محمد قيرواني - رحمه الله - الذي كان آنذاك محافظا سياسيا ومسؤولا عسكريا بنفس الولاية. 

ألقي عليه القبض مرة ثانية في 17 أفريل 1961 واقتيد إلى مركز التعذيب العسكري ببرج الغدير الذي حوله بدوره إلى محتشد مجانة ببرج بوعريريج حتى نهاية 1961، بقي تحت رقابة السلطة العسكرية الفرنسية وملاحقا من طرفها لمدة ستة (06) أشهر كان يمثل خلالها مرتين في الأسبوع لدى المكتب العسكري المحلي المكلف بتحليل الاستخبارات والاتصال والمعروف آنذاك تحت مصطلح ((Deuxième bureau.

بقي محافظا، وبدون انقطاع، على عضويته في صفوف المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني من 1956 إلى غاية 1962 كما يؤكده قرار اللجنة الوطنية للاعتراف المنضوية تحت وصاية وزارة المجاهدين والمكلفة بالبث في صفة العضوية في صفوف جبهة التحرير الوطني - المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني.

رفقاء النضال:

زاول المجاهد بلالطة عمار نشاطه الثوري بفرنسا مع كل من السادة : كمال بوشامة، السعيد خمايس، محمد بلخضر ورابح سعيدات وكلهم كانوا من كبار المسؤولين في المنظمة إبان ثورة التحرير المجيدة. 

نشاطه بعد الاستقلال:

بعد الاستقلال، اشتغل المجاهد بلالطة عمار لدى مصالح بلدية برج الغدير لمدة 32 سنة مارس خلالها عدة مهام، بداية كموظف ثم ضابطا للحالة المدنية فرئيسا لمصلحة التنظيم والشؤون العامة، كما شغل كذلك منصب أمين عام للفرع النقابي لعدة سنوات.

إضافة إلى مسيرته النضالية المشرفة، خدم المجاهد بلالطة عمار مدينة برج الغدير على أكثر من صعيد وبالأخص في الجانب الرياضي حيث كان لاعبا وكاتبا ومسيرا لفريق آمال سريع برج الغدير. (ASBR)

أحيل على التقاعد سنة 1994 وبقي وفيا لوطنه ولأهله إلى أن وافته المنية - رحمه الله - يوم 30 جانفي 2020 بمستشفى الشهيد البطل لخضر بوزيدي ببرج بوعريريج عن عمر ناهز 87 سنة.

نقل جثمانه الطاهر إلى مسقط رأسه حيث وري الثرى بمقبرة مدواس المركزية ببرج الغدير يوم الجمعة 31 جانفي 2020.

رحم الله المجاهد البطل وأسكنه فسيح جناته وجعله في أعلى عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.                            

«تحيا الجزائر والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار!»

جمع وتقديم  صلاح الدين بلالطة


إرسال تعليق

[blogger]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

صور المظاهر بواسطة PLAINVIEW. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget