Articles by "من الذاكرة"


لم تكن نوارة لعيايدة المكناة "عائشة المنصورية" كاتبة أو شاعرة أو متعلمة... بعد فقدها البصر في الشهر السادس بعد أن ابيضت عيناها بسبب المرض، وانمّا قوالة تترجم حزنها وألمها الى كلمات بسيطة وعامية لكنها صادقة لأنها نابعة من القلب تتغلل الى الروح وتنساب العيون باكية على ذاكرة الرجال بين الوديان والشعاب والغابات والجبال الشامخات الشاهقات.

"الطيارة الصفراء" مرثية وطنية أحبّها الجميع مثلما تغنى بها الجميع، صاحبتها المرأة الكفيفة نوارة لعيايدة المكناة عائشة المنصورية من مواليد 17 ماي 1935م بقرية أولاد سيدي منصور الواقعة بين أحضان جبال الحضنة الشاهقة تتبع إداريا بلدية المعاضيد –دائرة أولاد دراج-ولاية المسيلة حاضنة واحدة من الحضارات العربية-الإسلامية وهي الدولة الحمادية حيث تنتصب قلعة بني حماد شامخة بمنارتها ذات الطراز المغاربي...

نشأته: ولد المجاهد بلالطة عمار ابن السعيد ومروش نجمة بقرية أولاد مخلوف ببرج الغدير ولاية برج بوعريريج بتاريخ 26 أفريل 1933 وسط عائلة فقيرة ومحافظة تتكون من ستة أفراد (أربعة أبناء وبنتين). درس في الكتاتيب وتعلم القرآن الكريم علي يد الشيخ بلكعلول سي بن عزوز - رحمه الله - ثم دخل المدرسة الابتدائية الفرنسية ونظرا للظروف الصعبة التي كان يعيشها الشعب الجزائري أنداك، بسبب المستعمر الغاشم، لم يسعفه الحظ، كباقي أبناء جيله، في مزاولة دراسته فاضطر حينها إلى التوجه للحياة العملية رغم صغر سنه.

قبل أن أتحدث  عن الشهيد أحمد المطروش وعن إنجازاته التي حققها في الواقع؛  لابدّ من مقدّمة متواضعة - كأساسٍ لبنيان نتمناهُ، وتمهيدا لسيرة فحلٍ من الفحول، نقدمها كهدية رمزية لمن لا يعرفه من السادة القراء - حتى يأخذوا فكرة عن سيرة الشهيد، والمناخ الذي نشأ فيه، والمنطقة التي صقلت فيها شخصيته واشتدّ فيها عوده  بعيدا عن الغلوّ وبعيدا عن التعميم. لأن الحديث عن  أحمد المطروش،  هو حديث عن إرادة تكسرت أمامها قوة محتلّ غاشم وتهشمت... محتلّ جعل من الجزائر إحدى مقاطعاته لما بعد البحر - وبوابة لافريقيا - تلك القارة السمراء التي تعيش أوربا من خيراتها وكنوزها ومعادنها إلى اليوم...  بينما شعوبها يُقطعها الفقر والاحباط والحرمان- إلى درجة أن  شبابها يقطعون البحار بحثا عن لقمة العيش وعن مستقبل منشود.

الشهيد لخضر بشان بن محمد وبوختالة السعدية، ولد سنة 1930 بقرية تيويرة بلدية برج الغدير ولاية برج بوعريريج، وسط عائلة ميسورة الحال تعتمد في حياتها على الفلاحة التقليدية وتربية المواشي. ترعرع الشهيد وتربى في طفولته الأولى تحت كنف والديه، وشاءت الأقدار أن يختار الله والدته إلى جواره  وهو لم يبلغ سن الرشد، فوجد من جدته والدة أمه فاطمة بلعياضي الحضن الدافئ ، فقد كانت تتردد باستمرار على منزل العائلة لشدة تعلقها به. وباعتباره الإبن البكر، فقد تحمّل المسؤولية إلى جانب والده في الكثير من الأعمال الفلاحية ، والرعي كبقية أقرانه، في تلك المنطقة، نظرا لصعوبة الحياة وشظف العيش.

قبل أن أبدأ حديثي عن مجموعة أولاد عبد الواحد، أعرف أن هناك بعض المتفيقهين... ولذلك يجب أن يعلم من يقرأ كلامي أن ما أصفه واقع عايشناه وليس عقيدة نحملها...فيجب التفريق بين المسألتين...وما أقوم به يدخل في إطار التدوين للأحداث...لاسيما والكتابة في المنطقة تكون شبه نادرة.

لم أكن أعرف شيئا عن قبيلة أولاد عبد الواحد برأس الوادي، ولاية سطيف سابقا، ولاية برج بوعرريج حاليا.  كيف اختارت  تلك البقاع كموطن لها ... ؟ ولا عن أصولها ومعتقداتها وخلفياتها... ولا عن تشابه الأسماء للقبائل العربية التي سكنت قلعة بني حماد  وتحصنت فيها وامتد حراكها  إلى أم البواقي ...ومنهم من سكن فرجيوة ولاية ميلة. وأذكر:  أولاد تبان، أولاد حناش، أولاد مخلوف، أولاد سالم، أولاد سيليني...الخ. وكل ما أتذكره  وأنا طفل صغير عن أولاد عبد الواحد ... كنا نطير فرحًا  عند قدومهم إلى قرية الدشرة التي أنحدر منها ...

في بداية التسعينيات من القرن الماضي، كنت أشتغل في ثانوية الغدير، قبل أن تحمل لقب مالك بن نبي.
وكان خليل طرش أستاذ في الفرنسية يشتغل هناك، وهو رجل فاضل...وذو أخلاق رفيعة...كان لاعبا محترفا في كرة القدم... لمن لم لايعرفه.
 توفيت والدته رحمها الله في تلك السنة ...ولمن لايعرف العائلة... هي مسلمة فرنسية الأصل ومن أخيار الناس في الغدير تربية وأخلاقا.
وحتى أضيف، كانت لها بنت معلمة تخرج بالحائك الى مدرسة طرش ..قبل ظهور الحجاب المنتشر اليوم...والمدرسة لا تبعد عنها كثيرا ...وكل أبناء الغدير الذين عاصروها يعرفون ذلك.


قصة قصيدة الطيارة الصفراء: القصيدة التي أبكت الملايين لشاعرة ترثي شقيقها الشهيد
كلماتها بسيطة جدا لكنها مؤثرة. كل من ينشدها تغلبه دموعه. كان مدربو الكشافة الإسلامية يوقفون التدريبات رأفة بالأطفال. وكانت تعليماتهم: ابكوا في التدريبات لكن لا تبكوا أمام الجمهور الذي يشاهدكم. للحفاظ على قوة التأثير ونقل شحنة المشاعر إلى الجمهور.
صاحبة القصيدة امرأة كفيفة من برج الغدير بولاية برج بوعريريج. عائشة لعيايدة ( 17 ماي 1935 - 10ديسمبر 2010) في رثاء أخيها الشهيد إبراهيم لعيايدة من قرية سيدي منصور قرب جبل عياض. كانت الطائرة T6 تقوم بالاستطلاعات لكشف مواقع المجاهدين لتحديد الأهداف العسكرية. لكنها تتلقى مقاومة من المجاهدين لمنعها من إلحاق أضرار جسيمة بالثوار. عندما تتلقى طلقات من بنادق او رشاشات ترد بقذائف وشحنات من المتفجرات.

تشاء المقادير أن يولد عبد الوهاب خبابه سنة 1937، في مدينة سطيف. السنة التي ظهر فيها حزب الشعب الجزائري بقيادة مصالي الحاج، وبعد قرنٍ من احتلال الجزائر واحتفال فرنسا بسيطرتها الكاملة على أراضيها،  وجعل الجزائر إحدى مقاطعاتها فيما بعد البحر... وسنوات قبل مجازر ماي 1945 الأليمة التي راح ضحيتها عشرات الآلالف من الجزائريين.

سطيف العالي: مدينة؛ لم يختر عبد الوهاب الميلاد فيها، ولكن أحبها والده الشيخ  المفتي محمد الطاهر خبابه إمام المسجد العتيق،  لطيبة أهلها المعروفين بالشهامة والوفاء والكرم... وطاب له المقام فيها ، فكانت مسكنه وملاذه  ولم يبدلها الى غاية وفاته وترك فيها أبناء وأحفادا.

ولد المجاهد  عبد الحق خبابه  سنة  1940 ميلادية  بمدينة سطيف.


 ابن الشيخ  الفقيه والداعية  محمد الطاهر خبابه مفتي الديار السطايفية وإمام المسجد العتيق، وأخ المجاهد كمال خبابه  رئيس بلدية سطيف سابقا  وكذا الشهيد عبد الوهاب خبابه.وعائلة خبابه كبيرة وعريقة وتعود أصولها الى برج الغدير  وبالضبط إلى  قرية أولاد لعياضي التي  نشأ فيها والد المجاهد،  الشيخ محمد الطاهرواشتد عظمه. وفيها  أكثر من 10 شهداء منهم الشهيد المسعود خبابه، عبد الحميد...الخ.  وكان أحمد خبابه  جد عبد الحق من أبيه أحد فقهاء المنطقة  قبل فترة الاحتلال  وهو من درس الشيخ  محمد السعيد طرش صاحب الزاوية...ومن العائلة الكبيرة  القاضي السعيد بن الساسي بن خبابه.

وجب علينـا أن ننصف الأموات ، وأن نتحدث بآثارهم وأن نترحم عليهم وأن نذكر خصالهم النبيلة ، وأعمالهم الخالصة ، وحسن تجاربهم في معترك الحياة ، وأن نتوقف قليلا وفي كل مناسبة من المناسبات الوطنيـة لإحيائهـم ،وإعادتهـم إلي ذاكـرة الأجيال الحاليـة ليستنيروا بخلاصة تجاربهـم ، فنقضي على النسيان ، فيعـود حاضرنا مستمدا قـواه من ماضي الرجال الفلاطحة الذين رسموا حاضرهـم، ومن بينهـم المرحـوم محمد الشـريف بـوسام بن احمـد .

ولـد المجـاهد: يوم 21 جويليـة سنـة 1924 م بقـرية أولاد لعيـاضي﴿ الدشــرة﴾بالمنطقـة المسمـاة الزيـلال قـرب منبع المـاء الملقب ب ﴿عين الرقـادة ﴾، وكـان ميلاده بمثـابة السراج المنيـر في الليلـة الحالكـة بالنسبـة لأفـراد العائلة ,طالبيـن من الله عـز وجـل أن يجعلـه من الذريـة الصالحـة والطائعة والحافظـة لكتاب الله تعالى .

  حياته وشخصيته :
هو عبد الكريـم ابن المسعود بن محمد بن عبد الرحمان بن علي بن محمد بن عبد الرحمان بن المسعود بن أحمد بن منصور الجوزي بن عياد بن أحمد بن منصور ( كما جـاء في سلسلة النسب المحررة في الشجرة التي وجدت نسخة لها عنـد  والده المسعود بتاريخ  12 محرم  1395 هجرية  ) ، لقبـه  العقون ، وأمـه  فاطمـة الزهراء بنت عمار بن الزيـوش ، ولد بقرية  ( لعقاقنـة )  من قرى بلديـة برج الغدير سابـقا سنـة 1918م، وفيها قضى صباه وطفولته  .

كان والـده الشيخ المسعود ممن تعلموا بدشـرة أولاد لعياضي عن الشيخ السعيد ابن الأطرش فحفظ عنه القرآن وتعلم الفقه واللغـة ، كما درس بالدشـرة  أيـضا جده الشيخ عمار ابن الزيوش وتعلم فن التجويد ، وقد كانت والدتـه فاطمة الزهراء -  التي توفيت عنه وهو صغير _ تحسن القراءة والكتابة وتحفظ ثلاثة أرباع القرآن الكريم ، وقد لقبها الشيخ السعيد ابن الأطرش (بالسيــدة).

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

صور المظاهر بواسطة PLAINVIEW. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget