ولد المجاهد عبد الحق خبابه سنة 1940 ميلادية بمدينة سطيف.
ابن الشيخ الفقيه والداعية محمد الطاهر خبابه مفتي الديار السطايفية وإمام المسجد العتيق، وأخ المجاهد كمال خبابه رئيس بلدية سطيف سابقا وكذا الشهيد عبد الوهاب خبابه.وعائلة خبابه كبيرة وعريقة وتعود أصولها الى برج الغدير وبالضبط إلى قرية أولاد لعياضي التي نشأ فيها والد المجاهد، الشيخ محمد الطاهرواشتد عظمه. وفيها أكثر من 10 شهداء منهم الشهيد المسعود خبابه، عبد الحميد...الخ. وكان أحمد خبابه جد عبد الحق من أبيه أحد فقهاء المنطقة قبل فترة الاحتلال وهو من درس الشيخ محمد السعيد طرش صاحب الزاوية...ومن العائلة الكبيرة القاضي السعيد بن الساسي بن خبابه.
بدأ عبد الحق مشواره الدراسي بتعلم اللغة العربية وتعاليم الدين الاسلامي وحِفْظ القرآن الكريم، وقد نشأ وتربى في عائلة معروفة بالمحافظة والعلم والدفاع عن تراب الوطن. أمه السيدة فاطمة بن الصادق. حفظ ربع القرآن الكريم وهو في السنوات الأولى من طفولته، ثم بدأ دراسته في ابتدائية بيغان Peguin المعروفة حاليا بمدرسة الشهيد عبد الوهاب خبابة وذلك سنة 1946، ثم انتقل إلى ثانوية ألبرتيني Albertini محمد قيرواني حاليا وكان ينشط بين الطلبة لفائدة الثورة الجزائرية وهو مزدوج اللغة.
باشر العمل الثوري سنة 1957 كفدائي وهو في سن 17 عشرة من عمره، وقد قام بعدة عمليات ومن أبرزها : عملية ضد مفتش الشرطة عبروز أخ النائبة في البرلمان الفرنسي بالجزائر السيدة قبطاني ربيحة، وفي نفس الوقت رئيسة بلدية سطيف سابقا.
عملية ضد ضابط الشرطة سترافاك، عملية ضد نائب رئيس البلديات على المستوى الوطني وكان متواجد بشاطودان (العلمة) وهو من عائلة أحد الجنرالات جوان.
وبعد اكتشاف أمره التحق بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1958، كجندي بجبل بابور بالولاية الثالثة، وبعدها عين كمسؤول سياسي عن مدينة بوقاعة بالولاية الثالثة، ثم مسؤولا سياسيا للمناطق المحيطة بمدينة سطيف...وذلك نظرا لنشاطه وحركيته الدائمة وبسالته، ومن بين المجاهدين الذين عمل معهم: الشيخ العيفة، اليمين جمعاوي ، موسى قسالي...الخ.
شارك في عدة عمليات ومعارك، أبرزها الهجوم على المركز العسكري ببوعروة بسطيف، والمركز العسكري بعين السفيحة بسطيف، والمركز العسكري بالحمامات بجبل لعنيني عين الروى سطيف، والمركز العسكري بأوريسيا بسطيف أين تم القبض على 12 عسكريا فرنسيا أعدموا فيما بعد رميا بالرصاص. بعد استشهاد أخيه خبابة عبد الوهاب شهر جانفي سنة 1962 بسطيف، استخلفه في منصب رئيس منطقة (Chef Secteur) بنواحي سطيف في الولاية الثالثة.
وبعد الاستقلال عمل كمسير في دار الفلاحة في سطيف، ثم أنتخب كرئيس للمجلس الشعبي البلدي لبلدية سطيف سنة 1967 وقد تم عزله في اليوم الموالي لتنصيبه من قبل العقيد طاهر الزبيري لأسباب مجهولة، ثم أنتخب عضوا في المجلس الولائي لولاية سطيف في نفس السنة، بعدها اعتزل الحياة السياسية. تفرغ لدراسته، وتحصل على شهادة ليسانس في الحقوق سنة 1975، وشغل منصب موثق بولاية سطيف إلى غاية 1980، ثم محاميا بسطيف إلى غاية يوم وفاته يوم 23 جانفي 2018 بسطيف رحمه الله.
تحقيق: نورالدين خبابه
إرسال تعليق