هكذا كانت لقاءاتي مع يزيد بن صفية
فاجأني خبر وفاة صديقي وأخي اليزيد بن اصفية قبل أيام. وكما حزنت على رحيل أخ عزيز، وحمدت الله قضائه والله لا يقضي إلا بخير، وقد أراحه من عنت هاته الحياة، وبلائها وما أصابه منها، وأحسب أنه رجل نشأ على صلاح وتربية، أخذناها سويا من معين واحد، ثم ابتلاه الله بما لا تتحمله عزته ونفسه الزكية، وليس أكثر ما يبتلى به الرجل العاقل بمثل ماابتلي به.
فنالت منه الأيام، وأعيته نظرات الذراري والعوام، لكنه كان متوازنا لا يجالس إلا أقرانه، ولا يتحدث إلا عن قضايا أمته وهو في ذلك الحال، وقد حباه الله بذاكرة قوية، وسرعة في التقاط أخبار الساحة الفكرية والثقافية وآخر التحليلات لسياسية، وكنت كلما التقيته إلا ويعترضني ويوقف سيارتي بعفويته، ويستقبلني مبتهجا، وكنت أسعد بلقائه،