كواليس كرة القدم مع أمل سريع برج الغدير ASBG في الثمانينيات


أعود بكم اليوم إلى أحداث 1984 و حكاية كواليس الكرة مع ASBG و صداها الذي هزّ مجلس الحكومة آنذاك. في ربيع سنة 1983 التي التحقت فيها بكلية الصيدلة بجامعة الجزائر وواصلت اللعب رغم بعد المسافة لفريقي العزيز مع أحبتي الأعزاء... وُضِعت لائحة بأمانة الدراسة تعلن عن تنظيم مباريات في الكرة مابين الكليات قصد اختيار منتخب جامعي،  فسجلت نفسي مع بعض الزملاء و أجرينا خمس مباريات أسفرت على تعييني في طليعة حراس المرمى كما حدث ذلك سنتين قبلها في جامعة سطيف و شرفني رفقة أخي الحفناوي بوقرة لتمثيل الجامعة في الألعاب الوطنية بالعاصمة أحرزنا فيها كأس المرتبة الثالثة بامتياز.

إثر هذه اللقاءات تعيّن أن وزير التعليم العالي آنذاك المرحوم سي عبد الحق برارحي قرّر تأسيس أربعة نوادي جامعية في كل من العاصمة و قسنطينة و عنابة و تلمسان، يتم إدراجها مباشرة في القسم الوطني الثاني في الموسم المواليو تبيّن فيما بعد أن مبتغى الوزير الراحل الأسمى هو إعادة نفَس جديد لمولودية قسنطينة و اتحاد عنابة اللذان احتضرا منذ مدة. و الدليل في ذلك  تسمية الفريقين الجامعيين على رموز MOC & USMA لا علينا فالصيف أقبل و السنة الجامعية إلى انتهاء و هاهي قائمة منتخب جامعة الجزائر بخمسة و ثلاثين لاعبا علّقت مصحوبة باستدعائنا لتربص تحضيري بتيكجدة غرة شهر أغسطس .

نظرًا لتلك الظروف طلبت التسريح من الآسبيجي و التحقت رسميا برائد إتحاد جامعة الجزائر للموسم 1983- 1984خلال التربص- حجزت شقتي مع زميلين لي من كلية الصيدلية و تعرفت على مدافعي الأيمن مراد بوطاجين و جناحي الأيمن الخضر برّيش المعروفين في الصحافة الرياضية و كذا قلب دفاعي مراد وردي المدرب و الخبير الرياضي اليوم. أمّا الناخب فهو السيد بوزيد إدريسي أستاذ التربية المدنية بالمعهد الوطني ببن عكنون و الخبير فيما بعد باستوديوهات البرامج الرياضية المتلفزة.

دخلنا العاصمة منتصف الشهر و أقمنا بجناح خاص بالإقامة الجامعية ببن عكنون وواصلنا التدريبات بمركّب 5 جويلية.  من ثمة حصل تنافس على ريادة القارب بين المدرب و إداريي الفريق اللذين شرعوا في استقدام لاعبين جدد منهم غير جامعيين لإقحامهم معنا، و أثر ذلك جليّا عن المناخ العام.  أجرينا ثلاث مباريات تحضيرية مع سور الغزلان ثم بلوزداد فالحرّاش و ها نحن في بداية الموسم الجديد بملعب القبة نواجه أولمبي المدية بقيادة لاعب بلوزداد الأسبق مصطفى كويسي.  في تلك المباراة اللتي حضرها السيد الوزير عُيّنت احتياطيا و لم يمنعنا ذلك لتلقّي ستة أهداف كاملة كانت سببا في إقالة المدرّب و تدهور شؤون الفريق. ما كاد الأسبوع الموالي أن ينتهي حتى تقدم مدرب جديد و هو أخ لأحد المسيرين لقيادة الفريق، أعقبه انسحاب لبعض اللاعبين الموالين للمدرب الناخب و أنا من بينهم.  ثلاث مباريات توالت بخسارات ثلاث أيقنتني بوجوب الإستقالة و حفزني في التقدم بها زيارة للغدير، التقيت فيها بسي الطاهر حناشي المحبط بالبداية السيئة ل ASBG و كان من حديث مطول معه عرضه علي للعودة للكحلة .

حضرت اجتماع المجلس الموالي و اقترحت عليهم تقديم وفد لمناقشة الموضوع مع الوالد رحمه الله اللذي كان على علم بحكاية الفريق الجامعيترأس المرحوم محمد الطيب بن مهنّي الوفد مع سي محمد بن عبيد. قابلوا الشيخ بعد صلاة العشاء مساء فدخل عليّ في حجرتي قائلا : "نسجتها من ورائي فما تظنّني فاعلا؟ إفعل ما تشاء شرط عدم إهمال دراستك و كفى".من المؤكد أن مأساة عين جاسر سنة قبل ذلك أثرت أيضًا على والدي وكانت داعيا لموافقته .ما هي إلّا أيام مضت و إذا بسي الطاهر و سي بلقاسم شملال رئيس الفريق آنذاك و سي عبد القادر بلحوّاس برفقتي لدى كتابة الإتحادية لطلب التنقل من الريجا إلى ASBG و بعد رفض بادئ الأمر و أمام إلحاحنا قبل طلبي على أساس أنني لم أقحم في أية من المباريات الأربعة للنادي الجامعي عدا كوني احتياطيا في أولاها و بذلك تقدمت بطلب إجازة إلى رابطة قسنطينة أمضى صلاحيتها المرحوم سي بن قاج رئيسها آنذاك و خضت أول لقاء ضد عين آزال بالغدير حُسِم بتعادل كاد أن يسبقه فوزنا 2/2.

وهاهي مياه الغدير تعود إلى  مجاريها و الASBG  تتحسن نتائجها حتى بلغنا درجة الحاكم في أمور الطليعة آخر المطاف. عرف فوجنا تنافسًا حادّا بين شباب باتنة و وداد المسيلة على الصعود إلى القسم الثاني و رفضنا خلال هذا التنافس مراودة الكاب لإعطائهم نقاط المباراة الثلاثة فاكتفوا بتعادل سلبي كارثي لهم بملعب زياني أفقدهم الريادة لصالح الحضنيين اللذين عرضوا علينا نفس الطلب بأيام بعدها.

طيلة أسبوع و مقهى العيد بوراس يستقبل الوفد تلو الآخر من مسؤلي و مناصري الوداد طالبين حق الجار في نيل الفوز دون أضرار.  كان قرارنا واحدا مسيرون و لاعبون على لعب اللقاء بأنظف طريقة و أعدلها وهزمنا المسيلة 0/2 في لقاء مثير و هاهي دموع الخسارة و الموسم الضائع و الصعود المهدوركانت هذه آخر الموسم و هاهو الكاب يتوج بطلًا صاعدًا إلى الوطني الثاني.  لكن من يرد الحيلة يبعث أولاده إلى المسيلة على قول سلفنا.  فلقد تقدم مسيروا المسيلة بتحريات في كشف المباراة عن أمر تأهيلي اللعب للآسبيجي على أساس أن انتقالي خارج عن قواعد الفاف.

كان هذا حال فريق عين كرشة عند تعادلنا معهم في عقر دارهم و كذا الكاب عند قدومهم إلينا بفعل الوشايات لكن كل مرة فندت الرابطة القسنطينية إدّعاءاتهم. الفارق في المواقف أن الحضنيين لهم رجال في أعلى المستويات كمنصب وزير الطاقة آنذاك المرحوم بلقاسم نابي و آخرون ضغطوا على وزير الشباب و الرياضة و ذاع صيت محادثات الكواليس و كثرت الضغوط على الفاف و كيف يستعيد الوداد نقاط مباراته معنا و يصعد بدلًا عن الكاب الذي أقام الأفراح لذلك.و قام مسيروا المسيلة بطلب كشف لقاء جامعة الجزائر و أولمبي المدية من مصطفى كويسي اللذي لبّى الطلب .و بما أن لكل فعل ردّته دافع رجال الكاب عن قضيتهم فما كان من حلّ غير الخضوع إلى المطلبين و صعود الفريقين بدعوى تغيير في عدد الفرق المكونة للقسم الثاني و انتهى بهذا الصراع بفائزَين و خاسر، عُيِّنَ ككبش فداء يدعى الآسبيجي بداعي عدم احترام قوانين تحويل اللاعبين اللتي تحتم عزوفي عن اللعب سنة كاملة قبل الرجوع إلى رفاق الطفولة و المدرسة و الملعب.

عوقِبتُ على هذا ، المرحوم قدّور لزرق و أنا، بستة أشهر بعدًا عن الميدان نافذة و غرامة مالية نسيت قيمتها ( ربما 5 ملايين سنتيم).هرع مسيروا الفريق فور استلام القرار من رابطة قسنطينة إلى الفاف شاكين و مبررين و ماكان جواب السلطة الكروية إلّا قولهم : " نحن على أبواب عيد الإستقلال ؛ إذهبوا فأنتم الطلقاء".وذاك يعني عفوا شاملا من فخامة الرئيس. و بهذا انتهت خبايا الكواليس بفرحات ثلاث عزز كل طرف فيها مكسبه و اكتسبت الآسبيجي ثقة في قدراتها كانت من غير شك حافزًا للصعود إلى القسم سنتان بعدها.  أسأل الله لي و لكم دوام الصحة و العافية و أرجو الله أنني أسعدت أوقاتكم مع هذه الإطلالة بين صفحات ماضينا الجميل. الدكتور جمال شايب حارس مرمى سابق لفريق الغدير  ASBG  

إرسال تعليق

[blogger]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

صور المظاهر بواسطة PLAINVIEW. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget